طموح الشباب بين الواقع والخيال
ينقسم الشباب إلى ثلاث أنواع داخل الوطن العربي وعلى الأخص
داخل المملكة العربية السعودية .
أولاً: الشباب
يعيش في عالم الخيال:
شباب يحلم بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة
مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقعة وحالة اقتصادية لا يدنو منها
غيره ، لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يحمل شهادات علمية ولا يحمل أي
صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهله لهذا الحلم الرومانسي ، ومن هنا يحدث
تصادم بين الواقع والخيال ومع ذلك يصدق الخيال ويكذب الواقع ، ويصف
المجتمع بالظلم وبأن حقه مهضوم ، وربما إذا سألته عن أحواله لقال لك
[أنني مثل الشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها] ، وربما إذا سألته عن ماذا
قدم للمجتمع أو لنفسه لا يدرك هذا المعنى ولكن ما هي إلا عبارات اعتاد
عليها اللسان [نحن مظلومين – نحن غرباء في بلادنا – نحن الفئة المسكينة
– نحن .. نحن .. وغيرها من العبارات] .
ماذا تفعل هذه الفئة
:
- تحمل مجموعة من الأوراق تحتوي على مايلي:
1- شهادة المتوسطة
أو أدنى من ذلك .
2- شهادات عديدة من مراكز مختلفة تحمل اسم دورات
.
3- لا يفهم ولا يدرك معنى أي دورة قد حصل عليها لكنها شهادة
.
- يسعى للحصول على وظيفة بالشروط الآتية :
1- حكومية .
2-
مرتب مغري ومجزي لأنه خبير !!
3- نصف دوام ، أي[ ساعة أو ساعتين أو
تكون نصف ساعة أفضل] .
4- إجازة الأربعاء والخميس والجمعة ويوم في
نصف الأسبوع .
ثانياً: الشباب
الاعتمادي على الآخرين :
هم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي
الرعاية دائماً من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف
الشديد من الانفصال وصعبة في اتخاذ القرارات ، وإلقاء مسئولية أعماله
والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال
غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسئولية
الاعتناء بنفسه أو تحمل المسئولية .
ثالثاً: الشباب الحقيقيون والذين يشرفون المجتمع :
هم الفئة التي يشرّف بها
المجتمع وكل من يتعامل معهم ، شباب يعرف دوره ومسئولياته ، دائماً يبحث
عن ذاته محاولاً تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير ،
يواجهه الصعوبات ليكتشف فيها اليسر ، يبحث عن المعلوم يرى منه المجهول
، ينادي في محرابه بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح ، مؤمن
بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إياها ، نغوص في أبحار هذه الفئة
لنتعلم منها كيف نطمح وكيف نتعلم وكيف نبني مستقبلنا .
ماذا
تفعل هذه الفئة :
شباب يحدد طموحاته وأهدافه :
وهو طالب يرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه ، فيختار مساره التعليمي
المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله ، يريد كلية الطب فيعمل لها ،
يريد كلية الهندسة فيعمل لها.
2- شباب يعرف قدراته ، من أهم
العوامل في التفوق هي أن يدرك الفرد مدى قدراته فلا يعطي نفسه أكثر من
قدراتها ولا أقل من إمكانياتها .
وهم دائماً يرددون كلمة أنا أعرف
نفسي وأعرف قدراتي ، لا أشترك أو أغامر في شيء دون دراسة ومعرفة مدى
إمكانياتي واستعداداتي في هذا الموضوع .